وأطراف نهر الدجاج ، ولم يتهيأ له الدخول » [1] . ولا نريد التعليق على هذا الحدث بأزيد من توجيه الأنظار إلى التحامل الذي يبديه الحكام على شيعة الكرخ ، ومناصرتهم للفئة الأخرى عليهم ، بدلاً من أن يتخذوا جانب النصفة والاعتدال ، والعدل في الأفعال والأقوال . وطبيعي بعد هذا أن تشعر الفئة المضطهدة بخيبة الأمل وبالغربة ، وبالمظلومية . ثم أن تصعد الفئة الباغية من ممارساتها العدوانية ، وأن تزيد غروراً وزهواً وصلافة وتصلباً في مواقفها . القتل المشروع ! ! : 24 - سنة 408 ه . « في سنة ثمان وأربع مائة استتاب القادر بالله أمير المؤمنين فقهاء المعتزلة والحنفية ؛ فأظهروا الرجوع ، وتبرؤوا من الاعتزال ، ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال ، والرفض ، والمقالات المخالفة للإسلام ، وأخذ خطوطهم بذلك ، وأنهم متى خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم . وامتثل يمين الدولة ، وأمين الملة أبو القاسم محمود أمر أمير المؤمنين ، واستنّ بسننه في أعماله التي استخلفه عليها من خراسان وغيرها في قتل المعتزلة ، والرافضة ، والإسماعيلية ، والقرامطة ، والجهمية ، والمشبهة ، وصلبهم ، وحبسهم ، ونفاهم ، وأمر بلعنهم على منابر المسلمين ، وإبعاد كل طائفة من أهل البدع ، وطردهم عن ديارهم ، وصار ذلك سنة في الإسلام » [2]
[1] المنتظم ج 7 ص 287 ، وراجع : البداية والنهاية ج 12 ص 6 ، والكامل في التاريخ ج 9 ص 305 ، وشذرات الذهب ج 3 ص 186 ، وراجع : مرآة الجنان ج 3 ص 21 ، ودول الإسلام ص 214 . [2] المنتظم ج 7 ص 287 ، والبداية والنهاية ج 12 ص 6 ، وراجع : الكامل في التاريخ ج 9 ص 305 ، ومرآة الجنان ج 3 ص 22 ، ودول الإسلام ص 214 .