تدور النساء حاسرات عن وجوههن ورؤوسهن ، ويلطمن خدودهن كفعل الجاهلية الجهلاء على الحسين بن علي ، فلا جزاء خيراً ، وسود الله وجهه يوم الجزاء ، إنه سميع الدعاء » [1] . 21 - سنة 406 ه . « وقع في يوم الثلاثاء غرة المحرم فتنة بين العوام كان سببها : أن أهل الكرخ جازوا بباب الشعير ؛ فتولع بهم أهله ؛ فاقتتلوا ، وتعدى القتال إلى القلائين ، فأرسل فخر الملك الشريف المرتضى وغيره ؛ فأنكروا على أهل الكرخ ما يجري من سفهائهم ، واستقر الأمر على كفهم ، وشرط عليهم أن لا يعلقوا في عاشوراء مسوحاً ، ولا يقيموا نوحاً » [2] . وقال ابن تغري بردى : « فيها منع فخر الملك يوم عاشوراء من النوح مخافة الفتنة . وكان الشريف الرضي قد توفي في خامس المحرم ؛ فاشتغلوا به » [3] . ونقول : إن المنع من عاشوراء ، مخافة الفتنة ليس بالأمر المستساغ ، بعد أن كان المفروض بالقائمين على النظام والقانون هو أن يؤمنوا الحريات العامة لمواطنيهم ، وأن يردعوا الذين يريدون ممارسة البغي والظلم والتعدي على الآخرين بلا مبرر ، لا من شرع ولا دين ، ولا خلق إنساني . بل إن هذا المنع يعد مناصرة للبغي والظالم ، وإمعاناً في قهر المظلوم وتضييع حقه . ولا ننسى هنا : الإلماح إلى أن تعلق أهل باب الشعير بأهل الكرخ المجتازين ليس له ما يبرره سوى التعصب الأعمى الذي يردي صاحبه ، ويأتي بالمصائب ، والويلات والنوائب . . ونسجل هنا إكبارنا للشريف المرتضى ، الذي أراد وأد الفتنة ، ولام أهل
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 345 . [2] المنتظم ج 7 ص 276 ، وراجع : الكامل في التاريخ ج 9 ص 263 ، والبداية والنهاية ج 12 ص 2 . [3] النجوم الزاهرة ج 4 ص 329 .