للخليفة أن يتحيز لأحد الطرفين ، ويرسل أعوانه لنصرة أهل السنة ، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة ، وجرت خطوب شديدة ؟ ! . ومن الملاحظ أخيراً : أنه قد كان للقصاصين دور في إثارة الفتنة ، والتحريض المبطن ، ومن الواضح : أن القصاصين كانوا عموماً من غير الشيعة فيظهر : أنهم كانوا يسألون الناس باسم بعض الصحابة ، الذين كان لهم بنظر البعض مشكلات في حياتهم السياسية ، والسلوكية على صعيد الالتزام بالحكم الشرعي والتعبد به ، فكان السؤال باسم هؤلاء يثير بعض الناس ، ويهيج الفتن . وقد قدمنا : أن السؤال باسم علي عليه السلام لم يكن ليثير أحداً ، لأن الجميع يحترمونه ويجلونه عليه السلام - ، ولكن السؤال باسم من حارب علياً ، كمعاوية ، ومروان مثلاً يثير حفيظة من يرى أن هؤلاء قد أخطأوا الصواب في أفعالهم وفي مواقفهم . ولأجل ذلك ، نجد أنهم لما سمحوا للقصاص بمعاودة القصص ، قد شرطوا عليهم « ترك التعرض للفتن » . 20 - سنة 401 ه . وفي هذه السنة نجد : أن عميد الجيوش قد « منع الروافض النياحة في عاشوراء ، وما يتعاطونه من الفرح في يوم ثامن عشر ذي الحجة ، الذي يقال له : غدير خم » [1] . فلماذا هذا المنع يا ترى أليس هذا بغياً وظلماً وتعدياً عليهم ، وحجزاً لحرياتهم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ؟ وأغرب من ذلك : أن نجد رجلاً يدعي لنفسه العلم والمعرفة يستنكر هذه الحرية ، وتثور ثائرته على من يأذن للشيعة بأن يمارسوا حقهم هذا . يقول ابن كثير : في سنة 402 ه . « في المحرم منها أذن فخر الملك الوزير للروافض أن يعملوا بدعتهم الشنعاء ، والفضيحة الصلعاء من الانتحاب والنوح والبكاء ، وتعليق المسوح ، وأن تغلق الأسواق من الصباح إلى المساء ، وأن
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 344 ، وراجع : المنتظم ج 7 ص 253 ، ومرآة الجنان ج 3 ص 3 .