شعبان على من فعل ذلك ويسبونه . وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه ، فانتقل منها إلى دار القطن . وصاحوا : يا حاكم يا منصور . وبلغ ذلك الخليفة ؛ فغضب وبعض أعوانه لنصرة أهل السنة ، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة ، وجرت خطوب شديدة . وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم ، فقيه الشيعة ، فأخرج منها ، ثم شُفع فيه . ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين ، وعلي رضي الله عنه - . « وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره كعادته » [1] . هذا نصّ ابن كثير . لكن ابن الجوزي وغيره يقولون بعد ذكر حرق المصحف : « فلما كان في شعبان كتب إلى الخليفة بأن رجلاً من أهل جسر النهروان حضر المشهد بالحائر ليلة النصف ، ودعا على من أحرق المصحف وسبه ، فتقدم بطلبه ، فأخذ فرسم قتله ، فتكلم أهل الكرخ في هذا المقتول ؛ لأنه من الشيعة ، ووقع القتال بينهم وبين أهل باب البصرة وباب الشعير » [2] . « ثم سأل الأشراف والتجار الخليفة بالعفو عما فعل السفهاء فعفا عنهم . فبلغ الخبر عميد الجيوش ؛ فسار ودخل بغداد ، فراسل أبا عبد الله ابن المعلم فقيه الشيعة بأن يخرج عن البلد ولا يساكنه ، ووكل به فخرج في ليلة الأحد لسبع بقين من رمضان إلخ » . ثم ذكر ما تقدم ، وأنه عاد فرسم للقصاص عودهم إلى عادتهم من الكلام
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 338 - 339 ، وقريب منه في الكامل في التاريخ ج 9 ص 208 ، والمنتظم ج 7 ص 337 - 338 ، ومرآة الجنان ج 2 ص 448 - 449 ، وتاريخ الإسلام ( حوادث سنة 380 - 400 ه ) ص 237 - 238 ، وراجع : تاريخ الخلفاء ص 412 ، وأشار إلى ذلك أيضاً في النجوم الزاهرة ج 4 ص 218 ، وفي العبر ديوان المبتدأ والخبر ج 4 ص 4771 ، ودول الإسلام ص 212 . [2] المنتظم ج 7 ص 237 ، وتاريخ الإسلام ( حوادث سنة 380 - 400 ه ) ص 237 .