الحنابلة وهم سنة بغداد حينئذ تجاه الشيعة . كما أن وجود العباسيين الهاشميين ! في ضمن المتصدين لافتعال الاحداث يشير إلى أن هذه الحركة قد كانت في جانب غير الشيعة ، لأن الهاشميين كانوا شديدي التعصب والحقد على الشيعة كما تقدم . ولكن الأمر الذي يلفت النظر هو منع عميد الجيوش للناس من إظهار مذاهبهم ، بدلاً من أن يوفر الحرية للناس لإظهار مذاهبهم وآرائهم ومعتقداتهم وقد كان عليه أن يسمح لمن يريد أن يقيم شعائر دينه ومذهبه ، ويمنع من يريد أن يثير الأحقاد ، ويشنع على الآخرين ، ويثير حفائظهم ويبتدع أعياداً ليس لها أساس شرعي حسب مذهبه . والأعجب من ذلك أن يكون المستهدف من حملة عميد الجيوش هو الشيعة على ما يظهر ، وذلك تعصباً منه عليهم ، وإلاّ ، فلماذا ينفي ابن المعلم ( الشيخ المفيد ) ، إذا كان الأمر على خلاف ذلك ؟ ! . نفي المفيد مرة أخرى : 19 - وفي سنة 398 ه . « في عاشر رجب جرت فتنة بين السنّة والرافضة ، سببها : أن بعض الهاشميين قصد [1] أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم ، وكان فقيه الشيعة في مسجده بدرب رباح ، فعرض له بالسب ؛ فثار أصحابه له ، واستنفر أصحاب الكرخ ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني ، والشيخ أبي حامد الأسفراييني ، وجرت فتنة عظيمة طويلة . وأحضرت الشيعة مصحفاً ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود ، وهو مخالف للمصاحف كلها ، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم الجمعة لليلة بقيت من رجب ، وعرض المصحف عليهم ؛ فأشار الشيخ أبو حامد الأسفراييني والفقهاء بتحريقه ، ففعل ذلك بمحضر منهم . فغضب الشيعة من ذلك غضباً شديداً . وجعلوا يدعون ليلة النصف من