ونقول : لا ندري لماذا قاتل جهلة السنّة الشيعة الذين يريدون إقامة شعائرهم ؟ ولماذا لا يردعهم عقلاؤهم عن أعمال كهذه ، فيما تعدّ وظلم وبغي على الآخرين ؟ . والأغرب من ذلك أن يبتدعوا عيداً جديداً لا يعترف لهم به علماؤهم ، وهم من الحنابلة المتشدّدين في أُمور كهذه ، ويرونها بدعة ، وخروجاً على حدود الشرع والدين ! ! . ثمّ نجد هذا العيد يستمر إلى عشرات السنين ، دونما مانع أو رادع ! ! . والذي يلفت النظر هو أنّ المؤرّخين الذين هم على مذهب هؤلاء ، ينسبون ذلك إلى العوام ، ويتحاشون التعبير بكلمة ( عيد ) قدر الإمكان ؛ فيقولون مثلاً : عمل عوام السنّة يوم سرور [1] وكأنّ الأسماء تغيّر الواقع وتلغيه ! ! ولكن الذي يضحك الثكلى هو التاريخ الذي ألزم هؤلاء أنفسهم به ، وهو أن تكون هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحصره بالغار ، في ذي الحجّة ( في السادس والعشرين منه ! ! ) . فإن الأُمة بأسرها مجمعة على أنّ الهجرة قد كانت في شهر ربيع الأوّل ، بلا شك ولا ريب في ذلك . فكيف استمروا على ذلك عشرات السنين ، ولا يتنبّه علماؤهم إلى خطأ ذلك وفساده ؟ ! . وإن كانوا قد تنّبهوا إليه فلماذا سكتوا على ذلك ، ولم يردعوهم خوف الفضيحة والعار ؟ ! . مأتم غير واقعي أيضاً : 16 - سنة 389 ه . « ولما كانت الشيعة يصنعون يوم عاشوراء مأتماً ،