ولأسباب أخرى حسبما هو مذكور في النص المشار إليه . التمثيلية المهزلة من جديد ! ! : 13 - سنة 375 ه . « فيها في عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض ، ووقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أهل السنّة والرافضة ، وكلا الفريقين قليل عقل أو عديمه ، بعيد عن السداد . وذلك أنّ جماعة من أهل السنّة أركبوا امرأة وسموّها عائشة ، وتسمّى بعضهم الطلحة ، وبعضهم الزبير . وقالوا : نقاتل أصحاب علي . فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلق كثير » [1] . ونقول : أُنظر إلى هذا الأُسلوب في عرض هذا الحدث ، وإلى قواذع القول التي يوجهها هذا المؤرخ للروافض على حد تعبيره ، لا لشيء إلاّ لأنّهم يخالفونه في المذهب ، وفي الاجتهاد . - ثم إنّنا نستغرب عليه تسويته بين الفريقين في حملته التهجينية ؛ إذ يوجد فرق كبير بين من يقوم بعمل يراه مشروعاً ، ومقبولاً من وجهة نظر شرعية ، وإنسانية ، ويراه حقاً لا مجال للمساس به من الناحية العقيدية ، والفكرية ، وقد أيّد مشروعيته هذه بكثير من الأدلّة والبراهين التي رآها كافية لتبريره ، في مجال الحِجاج والاحتجاج . وبين من يرى نفسه مبتدعاً متجنياً ، ينطلق في ممارسته من موقع الحقد والضغينة والتعصب ، بهدف جرح عواطف الآخرين ، والاعتداء على حرياتهم وكراماتهم . - ثمّ إنّنا نود أن نذكّر ابن كثير ، الذي يقول هذا القول ، بكلمته التي أسلفناها فيما تقدم من أنّ أصحابه يقتدون ، ولا يبتدعون ، فها هو هنا يعترف بالابتداع ، وعدم الاتباع ، وسيأتي بعض ما يفيد في هذا المجال عن قريب أيضاً .
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 275 ، وراجع : الكامل في التاريخ ج 8 ص 632 .