وحرقوه ؛ فركب الوزير أبو الفضل الشيرازي وكان شديد التعصّب للسنّة وبعث حاجبه إلى أهل الكرخ ؛ فألقى في دورهم النار ، فاحترقت طائفة كثيرة من الدور والأموال من ذلك ثلاث مائة دكان ، وثلاثة وثلاثون مسجداً ، وسبعة عشر ألف إنسان » وعند ابن خلدون . عشرون ألف إنسان [1] . وحسب نصّ ابن الجوزي : « في شهر رمضان قتل صاحب المعونة في الكرخ ، فبعث أبو الفضل الشيرازي وكان قد أقامه معز الدولة مقام الوزير من طرح النار من النخاسين إلى السماكين ؛ فاحترقت أموال عظيمة ، وجماعة [ كثيرة ] من الرجال والنساء والصبيان في الدور والحمامات ؛ فأحصي ما احترق : سبعة عشر ألف ، وثلاثة مائة دكان . وثلاث مائة وعشرين داراً ، أُجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألف دينار ، ودخل في الجملة ثلاثة وثلاثون مسجداً » [2] . وحين اعترض أبو أحمد الموسوي ، نقيب الطالبين على الوزير المذكور ، وجرت بينهما مناظرة فيما جرى على الشيعة ، كانت النتيجة أن « صرفه الوزير عن النقابة » [3] . ونقول : لا نريد أن نناقش في أن يكون صاحب المعونة قد أصاب في قتله لذلك الرجل أو أخطأ . بل نريد أن نفرض سلفاً أنّه مصيب في ما فعل ! ! ولا نريد أيضاً : أن نبرئ العامة بقتلهم ذلك القاتل ، بل سلّمنا جدلاً
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 273 ، وراجع : العبر وديوان المتبدأ والخبر ج 4 ص 446 - 447 ، وشذرات الذهب ج 3 ص 39 ، والكامل في التاريخ ج 8 ص 628 ، وراجع : ص 629 ، وراجع : تجارب الأمم ج 2 ص 305 - 306 - 308 - 309 ، وتكملة تأريخ الطبري ج 1 ص 211 - 212 . [2] المنتظم ج 7 ص 60 ، وراجع : ص 61 ، وراجع : تاريخ الإسلام الذهبي ( حوادث سنة 350 - 380 ) ص 248 - 250 ، وراجع : تاريخ الخلفاء ص 402 . [3] تجارب الأمم ج 2 ص 309 ، وتكملة تاريخ الطبري ج 1 ص 212 .