1 - في سنة 349 ه . « جرت واقعة هائلة ببغداد بين السنّية والشيعيّة ، وتعطلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا ، الذي يأوي إلى الرافضة . وكان جماعة بني هاشم قد أثاروا الفتنة ؛ فاعتقلهم معز الدولة ابن بويه ؛ فسكنت الفتنة » . ثمّ أُطلقوا من الغد . [1] فالمثيرون للفتنة إذن هم بني هاشم . ومن المعلوم : أنّ بني هاشم الذين يقصدهم المؤرخون هنا هم بنو العباس . وهم حاقدون جداً على الشيعة ويكرهونهم ، ويمقتونهم بصورة عميقة [2] . 2 - سنة 353 ه . « عمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أوّل إلى الضحى ؛ فوقعت فتنة عظيمة بين السنّة والرافضة ، وجرح جماعة ، ونهب الناس » [3] . وفي هذا النص الماح إلى أنّ عاشوراء قد سارت إلى الضحى بصورة طبيعية ، وعادية ، ثمّ حصلت الفتنة . ومن الواضح : أنّه ليس من مصلحة الشيعة تخريب المناسبة التي يقيمونها ، الأمر الذي يقرب أنّ الآخرين قد تحرشوا بهم ، وأثاروا الفتنة معهم . كما أنّ قول ابن تغري بردى الآتي يشير إلى أنّه قد كان من عادة السنّية أن يتحركوا للشيعة في مناسباتهم ، لكنّهم في عام 354 ه لم يفعلوا ذلك خوفاً ؛ فاقرأ النص التالي .
[1] النجوم الزاهرة ج 3 ص 323 ، وراجع : الكامل في التاريخ ج 8 ص 533 ، ودول الإسلام ص 193 ، وشذرات الذهب ص 379 ، ومرآة الجنان ج 2 ص 342 ، 343 ، والمنتظم ج 6 - ص 394 ، 395 . [2] الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 133 ، عن الكامل في التاريخ ج 9 ص 146 . [3] تاريخ الإسلام للذهبي ( حوادث 350 - 380 ) ص 13 وفي هامشه عن مصادر كثيرة والنجوم الزاهرة ج 3 ص 336 ، وراجع : البداية والنهاية ج 1 ص 253 ، والكامل في التاريخ ج 8 ص 558 ، والمنتظم ج 7 ص 19 .