الإعلان بهما في عاصمة الخلافة بغداد ، وهو سنة 352 ه . ولسوف نجد : أنّها فترة زاخرة بالأحداث ، حافلة بالمحن ، ولا سيّما بالنسبة إلى الشيعة في الكرخ وباب الطاق في بغداد ، حيث كانت هذه المواقع مسرحاً لكثير من الرزايا والبلايا ، وقد تعرضت للحرق والنهب ، عشرات المرات ، فضلاً عن قتل وحرق الرجال والنساء والصبيان . لا لشيء إلاّ لانّ أهلها يريدون أن يعبروا عن مشاعرهم الصادقة ، وعواطفهم النبيلة تجاه مأساة كربلاء ، في عاشوراء كلّ عام ، ثمّ التعبير عن حبهم لأهل بيت نبيّهم ، ووفائهم بعهد الولاية في يوم الغدير المعروف . الضحايا الأبرياء : ولسوف نكتفي هنا بذكر ثلاثين مورداً من هذه الأحداث التي حصلت في خلال السنين المشار إليها . مع التذكير بأنّ جميع النصوص التي نوردها هنا إنّما ننقلها عن مؤرخين ليس فقط لا يتعاطفون مع الشيعة والرافضة ! كما يحلو للبعض أن يقول وإنّما يمقتونهم ويبغضونهم ، ولا يدعون فرصة تفوتهم دون التنديد بهم ، وتوجيه التهم الباطلة إليهم ، والتصريح بكلّ ما يدلّ على الكراهية ، وسوء الرأي ، في تحامل ظاهر ، وتجنّ ظالم ، وأسلوب مقيت وبغيض . ولسوف نجد في هذه النماذج الثلاثين : أنّهم قد صرحوا أو ألمحوا في ثلاثة وعشرين مورداً منها إلى أنّ الشيعة كانوا هم الضحية ، وكان الآخرون هم الباغون والمعتدون عليهم ، والمبادرون إلى مهاجمتهم ، ومواجهتهم بالقبيح ، وبالقتال الذي يهلك الحرث والنسل ، بهدف منعهم من التعبير عن مشاعرهم الصادقة تجاه الحسين الشهيد في عاشوراء ، وتجاه ولاية عليّ وأهل البيت عليهم السلام في مناسبة الغدير . النماذج اليسيرة : وها نحن نورد هنا الموارد الثلاثين مرتّبة حسب السنين ، فنقول :