والعاطفي لها . خصوصاً إذا كانت هذه الشخصية في القمة من حيث الوعي ، والشعور والإحساس ، ومن حيث تحمل مسؤولية التفاعل مع تلك القضايا ، وتسجيل الموقف الواعي والمسؤول تجاهها . لنقترب قليلاً : وإذا كنّا نريد أن نعرف شيئاً عن شخصية الشيخ المفيد ، فلا بدّ لنا أوّلاً من ان نسلّط الضوء على بعض من ذلك ، وهو خصوص الجانب الذي يبرز المعاناة الكبيرة ، والمخاض العسير ، الذي مرت به آنئذٍ قضية حرية التعبير عن الرأي ، والعقيدة بشكل خاص . وما نال دعاة الحرية وروادها من بؤس واضطهاد . وما تعرضوا له من بلايا ورزايا في هذا السبيل . وعلى الأخص ما يرتبط بالناحية التعبيرية عن الارتباط العاطفي بقضايا أهل البيت عليهم السلام لا سيّما قضية عاشوراء ، وعيد الغدير . من أين نبدأ ؟ وأين نختم ؟ : ولكي يكون عملنا أكثر تركيزاً وتحديداً ، فقد أوردنا أن نقتطع فترة زمنية محددة عايشها الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه بوعي ويقظة ومسؤولية ، فلا نتجاوزها . بل نعرض للأحداث التي جرت خلالها فقط . مع توخي الإيجاز والاقتصار على النصوص قدر الإمكان ، إلاّ من بعض التوضيح ، والتلميح لبعض ما تستنبطه تلك النصوص من إشارات ودلالات ، حسبما يسمح لنا به المجال . وإذا كان الشيخ المفيد قد عاش ما بين سنتي 338 و 413 ه . فقد رأينا : أن نختار من هذه الفترة مدة ستين سنة ، وهي ما بين سنة 349 ه وحتى سنة 408 ه . وذلك لسببين : أحدهما : أنّنا نكون بذلك قد استوعبنا القسم الأعظم من حياة الشيخ المفيد الواعية والمسؤولة ، والمتفاعلة مع الأحداث . والآخر : أنّنا نكون قد عايشنا قضية عاشوراء ، وعيد الغدير ، من حين بدء