قال زيد بن المبارك : فقمت فلم أعد إليه ، ولا أروي عنه حديثاً أبداً » [1] . قال الذهبي : « لا اعتراض على الفاروق ( رض ) فيها ، فإنه تكلم بلسان قسمة التركات » [2] . وقال : « إن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة ، وإلا فعمر ( رض ) أعلم بحق المصطفى ، وبتوقيره صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه من كل متحذلق متنطع . بل الصواب أن نقول لك : انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل عفا الله عنه كيف يقول عن عمر هذا ، ولا يقول : قال أمير المؤمنين الفاروق ! » [3] . ونقول : قد علقنا على هذه الحادثة في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بما يلي : 1 - إن بيان العمومة والبنوة ليس ضرورياً هنا ، وذلك لوضوحه لكل أحد . 2 - إن التكلم بلسان قسمة التركات لا يمنع من الإتيان بعبارة تفيد توقير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واحترامه المأمور به في القرآن الكريم . 3 - إن التكلم بلسان قسمة التركات لا يصح هنا ، لبطلان التعصيب ، كما هو الحق . 4 - إذا صح الحديث : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، فلا معنى للتكلم بلسان قسمة التركات ، لا سيما وأن المطلوب حسبما يدعون هو قسمة النظر . 5 - إن زيد بن المبارك يترك عبد الرزاق ، لانتصاره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ! وكذلك فعل الذهبي حيث قد غضب لعمر ، وشتم
[1] الضعفاء الكبير ج 3 ص 110 ، وميزان الاعتدال ح 2 ص 611 ، وسير أعلام النبلاء ج 9 ص 572 ، ودلائل الصدق ج 3 قسم 2 ص 127 . [2] ميزان الاعتدال ج 2 ص 611 . [3] سير أعلام النبلاء ج 9 ص 572 .