هو أن معاوية يقسم على دفن ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم [1] . فلماذا لا يكفر هؤلاء الناس المأمون ، ولا يستحلون دمه ، كما يستحلون دم من لا ذنب لهم إلا أنهم يصرحون بعدم الاعتراف بشرعية خلافة من سوى أهل البيت عليهم السلام ؛ للأدلة القاطعة التي يقيمونها على ذلك كتاباً وسنة ؟ ! . تجريح عبد الرزاق الصنعاني بالخليفة الثاني : أضف إلى جميع ما تقدم : أن عبد الرزاق الصنعاني وهو أستاذ الإمام أحمد ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وغيرهم من كبار أئمة الحديث ، وهو شيخ الإسلام ومحدث الوقت ، وقد احتج به كل أرباب الصحاح [2] ورووا له إن عبد الرزاق هذا يوجه الكلام الجارح إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، انتصاراً منه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ولكنهم لا يحكمون بفسقه ، ولا بحلية دمه وماله ، ولا يبدعونه ، ولا يضللونه . قال العقيلي : « سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول : كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق ، فأكثر عنه ، ثم خرق كتبه . ولزم محمد بن ثور ، فقيل له في ذلك ، فقال : كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، الحديث الطويل ؛ فلما قرأ عمر لعلي والعباس : فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته من أبيها ، قال عبد الرزاق : « انظروا إلى الأنوك ! يقول : تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ! ألا يقول : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ » .
[1] مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 454 ، 455 . [2] سير أعلام النبلاء ج 9 ص 572 .