عبد الرزاق ! ! وهذا أمر عجيب وغريب . 6 - إنهم يطلبون من عبد الرزاق أن يذكر عمر بألقابه « أمير المؤمنين الفاروق » ، ولا يطلبون من عمر أن يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألقابه التي شرفه الله تعالى بها ! [1] . والذي يضحكنا ويبكينا في آن واحد هو تناقض الذهبي في سبه لعبد الرزاق ، فهو يقول : « انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل - عفا الله عنه » فما معنى شتمه له أولاً ، ثم قوله : عفا الله عنه ثانياً ! لا ندري ، والذهبي وحده هو الذي يدري . عبد الرزاق وعثمان والعبسي ومعاوية : وقد روى لنا الخطيب بسنده عن أبي زكريا غلام أحمد بن أبي خيثمة ، قال : « كنت جالساً في مسجد الجامع بالرصافة مما يلي سويقة نصر ، عند بيت الزيت ، وكان أبو خيثمة يصلي صلواته هناك . وكان يركع بين الظهر والعصر ، وأبو زكريا ، يحيى بن معين قد صلى الظهر ، وطرح نفسه بإزائه . فجاءه رسول أحمد بن حنبل ، فأوجز في صلاته وجلس ، فقال له : أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله بن موسى العبسي ، وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان ، وقد تركت الحديث عنه . قال : فرفع يحيى بن معين رأسه ، وقال للرسول : اقرأ على أبي عبد الله السلام ، وقل له : يحيى بن معين يقرأ عليك السلام ، وقال لك : أنا وأنت سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان ، فاترك الحديث عنه ؛
[1] راجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 6 ص 206 ، 207 .