جرأة المأمون على الخليفة عمر بن الخطاب : وقد أمر المأمون وهو في طريق الشام فنودي بتحليل المتعة ، فدخل عليه يحيى بن أكثم ، وأبو العيناء ، ومحمد بن المنصور ، فوجدوه يستاك ويقول ، وهو مغتاظ : « متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى عهد أبي بكر رضي الله عنه ، وأنا أنهى عنهما ! ! ومن أنت يا جُعَل [1] حتى تنهى عما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر رضي الله عنه ؟ ! » . فأومأ أبو العيناء إلى محمد بن منصور ، وقال : رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن ؟ ! فأمسكنا [2] . وذكر البيهقي : أن المأمون قال في حق عمر بن الخطاب كلاماً ، قد نزه البيهقي كتابه عن ذكره [3] . موقف المأمون من معاوية : وأما موقف المأمون من معاوية ، فهو أشهر من أن يذكر ، حيث قد أمر بأن ينادى ببراءة الذمة ممن يذكر معاوية بخير [4] . وقد تقدم : أن السبب في ذلك
[1] الجعل : حيوان أسود كالخنفساء ، أو هو ضرب منها أو عظيمها . قيل حياته في الزبل ، ويضر به ريح الورد إذا جعل تحته ، قال أبو الطيب : بذي الغباوة من انشادها ضرر * كما تضر رياح الورد بالجعل محيط المحيط ص 122 . [2] وفيات الأعيان ج 6 ص 150 ط دار الثقافة وج 2 ص 218 ط سنة 1310 ه - ، وراجع السيرة الحلبية ج 3 ص 46 ، والنص والاجتهاد ص 193 ، وقاموس الرجال ج 9 ص 397 عن الخطيب وتاريخ ابن الوردي ج 1 ص 311 ، وتاريخ بغداد ج 14 ص 199 وفيه : ومن أنت يا أحول إلخ . وهذا تلطيف من الرواة لتلك العبارة الجارحة ، حسبما تيسر لهم . [3] المحاسن والمساوي ط صادر ص 150 . [4] راجع : النجوم الزاهرة ، ج 2 ص 201 ، 202 ، وتاريخ الخلفاء ص 308 وغيرهما .