والثالث في موته صلّى اللّه عليه وآله . قال عمر : من قال أن محمّداً قد مات قتلته بسيفي هذا ، وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم . وقال أبو بكر : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد إله محمد فإنه حي لا يموت . الرابع في الإمامة : وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة : إذْ ما سُلَّ سيفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سُلَّ على الإمامة ، في كلّ زمان ، واختلف المهاجرون والأنصار فقالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ، واتفقوا على رئيسهم سعد بن عبادة الأنصاري ، فاستدرك عمر وأبو بكر بأن حضرا سقيفة بني ساعدة ، ومدّ عمر يده إلى أبي بكر فبايعه فبايعه الناس . وقال عمر : إنما كانت فلتةً وقى اللّه شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ! وأمير المؤمنين عليه السلام مشغول بما أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله من دفنه وتجهيزه وملازمة قبره وتخلّف هو وجماعة عن البيعة . الخامس في فدك والتوارث عن النبي صلّى اللّه عليه وآله : دفعها أبو بكر بروايته عن النبي : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة . والسادس في قتال مانعي الزكاة ، فقاتلهم أبو بكر واجتهد عمر في أيام خلافته فرد السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين . السابع في تنصيص أبي بكر على عمر بالخلافة : فمن الناس من قال : ولّيت علينا فظاً غليظاً . الثامن في أمر الشورى : واتفقوا بعد الاختلاف على إمامة عثمان . ووقعت اختلافات كثيرة : منها : رده الحَكَم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول اللّه وكان يسمّى طريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وبعد أن تشفّع إلى أبي بكر وعمر أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك ، ونفاه عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخاً . ومنها : نفيه أبا ذر إلى الربذة ، وتزويجه مروان بن الحكم ابنته ، وتسليمه خمس غنائم أفريقية له ، وقد بلغت مائتي ألف دينار .