ومنها : إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح بعد أن أهدر النبي صلّى اللّه عليه وآله دمه وتوليته إياه مصر ، وتوليته عبد الله بن عامر البصرة حتى أحدث فيها ما أحدث . وكان أمراء جنوده : معاوية بن أبي سفيان عامل الشام ، وسعيد بن العاص عامل الكوفة ، وبعده عبد الله بن عامر ، والوليد بن عقبة عامل البصرة . التاسع في زمن أمير المؤمنين عليه السلام بعد الاتفاق عليه وعقد البيعة له ، فأوّلها خروج طلحة والزبير إلى مكة ، ثم حمل عائشة إلى البصرة ، ثم نصب القتال معه ويعرف ذلك بحرب الجمل . والخلاف بينه وبين معاوية وحرب صفين ، ومغادرة عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري . وكذا الخلاف بينه وبين الشراة المارقين بالنهروان . وبالجملة : كان عليٌّ مع الحق والحق مع علي عليه السلام . وظهر في زمانه الخوارج عليه مثل الأشعث بن قيس ، ومسعود بن مذكي التميمي ، وزيد بن حصين الطائي وغيرهم . وظهر في زمانه الغلاة كعبد اللّه بن سبأ ، ومن الفريقين ابتدأت البدعة والضلالة ، وصدق فيه قول النبي صلّى اللّه عليه وآله : « يهلك فيك اثنان محب غال ومبغض قال » . فانظر بعين الإنصاف إلى كلام هذا الرجل ، هل خرج موجب الفتنة عن المشائخ ، أو تعدّاهم ؟ !