اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ ) . ونفى أبا ذر إلى الربذة وضربه ضرباً وجيعاً ، مع أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال في حقه : « ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر . وقال : إن اللّه تعالى أوحى إليّ أنه يحبّ أربعة من أصحابي وأمرني بحبّهم فقيل له : من هم يا رسول اللّه ؟ قال : علي سيدهم وسلمان والمقداد وأبو ذر » . وضيَّع حدود اللّه ، فلم يُقِدْ عبيد اللّه بن عمر حين قتل الهرمزان مولى أمير المؤمنين بعد إسلامه ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يطلب عبيد اللّه لإقامة القصاص عليه فلحق بمعاوية . وأراد أن يعطّل حد الشرب في الوليد بن عقبة حتى حدّه أمير المؤمنين عليه السلام وقال : لا يبطل حدُّ اللّه وأنا حاضر . وزاد الأذان الثاني يوم الجمعة وهي بدعة وصار سنّة إلى الآن ، وخالفه المسلمون كلّهم حتى قتل ، وعابوا فعاله وقالوا له : غبت عن بدر وهربت يوم أحد ولم تشهد بيعة الرضوان ! والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى . وقد ذكر الشهرستاني - وهو أشدّ المبغضين للإمامية - : أن مثار الفساد بعد شبهة إبليس الاختلافات الواقعة في مرض النبي صلّى اللّه عليه وآله . فأول تنازع وقع في مرضه فيما رواه البخاري بإسناده إلى ابن عباس قال : لما اشتدّ بالنبي مرضه الذي توفي فيه قال : « إئتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي فقال عمر : إن صاحبكم ليهجر حسبنا كتاب اللّه ! وكثر اللّغط فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع » . والخلاف الثاني في مرضه صلّى اللّه عليه وآله : أنه قال : جهّزوا جيش أسامة ، لعن اللّه من تخلّف عنه . فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره ، وأسامة قد برز عن المدينة ، وقال قوم : اشتد مرضه ولا يسع قلوبنا المفارقة .