الثلاثة الذين منهم عبد الرحمن ، وكلّ ذلك مخالف للدّين . وقال لعلي عليه السلام : إن وليتها وليسوا فاعلين ، لتركبنّهم على المحجة البيضاء ، وفيه إشارة إلى أنهم لا يولّونه إياها . وقال لعثمان : إن وليتها لترك بن آل أبي معيط على رقاب الناس ولئن فعلت لتقتلن ، وفيه إشارة إلى الأمر بقتله . وأما عثمان ، فإنه ولَّى أمور المسلمين من لا يصلح للولاية حتى ظهر من بعضهم الفسوق ومن بعضهم الخيانة . وقسّم الولايات بين أقاربه وعوتب على ذلك مراراً فلم يرجع . واستعمل الوليد بن عقبة حتى ظهر منه شرب الخمر ، وصلّى بالناس وهو سكران . واستعمل سعيد بن العاص على الكوفة ، فظهر منه ما أدّى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها . وولّى عبد الله بن أبي سرح مصر حتى تظلّم منه أهلها ، وكاتبه أن يستمرّ على ولايته سرّاً خلاف ما كتب إليه جهراً ، وأمره بقتل محمد بن أبي بكر . وولّى معاوية الشام فأحدث من الفتن ما أحدث . وولّى عبد الله بن عامر العراق ففعل من المناكير ما فعل . وولّى مروان أمره وألقى إليه مقاليد أموره ودفع إليه خاتمه ، فحدث من ذلك قتل عثمان فحدث من الفتنة بين الأمة ما حدث . وكان يؤثر أهله بالأموال الكثيرة من بيت مال المسلمين ، حتى أنه دفع إلى أربعة نفر من قريش زوّجهم بناته أربع مائة ألف دينار ، ودفع إلى مروان ألف ألف دينار . وكان ابن مسعود يطعن عليه ويكفِّره ، ولمّا علم ضربه حتى مات ! وضرب عماراً حتى صار به فتق وقد قال فيه النبي صلّى اللّه عليه وآله : « عمار جلدة بين عيني تقتله الفئة الباغية لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة » ! وكان عمار يطعن عليه . وطرد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الحكم بن أبي العاص عمّ عثمان عن المدينة ومعه ابنه مروان ، فلم يزل طريداً هو وابنه في زمن النبي صلّى اللّه عليه وآله وأبي بكر وعمر ، فلما ولي عثمان آواه وردّه إلى المدينة وجعل مروان كاتبه وصاحب تدبيره ، مع أن اللّه تعالى قال : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ