السلام ، فاستدعى المرأتين ووعظهما فلم ترجعا ، فقال عليه السلام : إئتوني بمنشار ! فقالت المرأتان له : ما تصنع ؟ قال : أقدّه نصفين تأخذ كلّ واحدة نصفاً ، فرضيت إحداهما ، وقالت الأخرى : اللّه اللّه يا أبا الحسن ، إن كان لا بدّ من ذلك قد سمحت به لها ، فقال عليه السلام : اللّه أكبر هو ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقّت عليه ! فاعترفت الأخرى أن الحق مع صاحبتها ، ففرح عمر ودعا لأمير المؤمنين عليه السلام . وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر فقال له علي عليه السلام : إن خاصمتك بكتاب اللّه خَصَمْتُك ! إن اللّه تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) ، فخلى سبيلها . وكان يضطرب في الأحكام ، فقضى في الجدّ بمائة قضيّة . وكان يفضّل في الغنيمة والعطاء وأوجب اللّه تعالى التسوية . وقال بالرأي والحدس والظن . وجعل الأمر شورى من بعده وخالف فيه من تقدّمه ، فإنه لم يفوّض الأمر فيه إلى اختيار الناس ولا نصّ على إمام بعده ، بل تأسّف على سالم مولى حذيفة وقال : لو كان حيّاً لم يختلجني فيه شك ! وأمير المؤمنين علي عليه السلام حاضر ! وجمع في من يختار بين المفضول والفاضل ومن حق الفاضل التقدّم على المفضول ، ثم طعن في كلّ واحد ممّن اختاره للشورى . وأظهر أنه يكره أن يتقلّد أمر المسلمين ميّتاً كما تقلّده حياً ، ثم تقلّده بأن جعل الإمامة في ستة ، ثم ناقض فجعلها في أربعة ، ثم في ثلاثة ثم في واحد ، فجعل إلى عبد الرحمن بن عوف الاختيار بعد أن وصفه بالضعف والقصور ! ثم قال : إن اجتمع أمير المؤمنين وعثمان فالقول ما قالاه ، وإن صاروا ثلاثة ثلاثة فالقول للذين فيهم عبد الرحمن ، لعلمه أن علياً وعثمان لا يجتمعان على أمر ، وأن عبد الرحمن لا يعدل بالأمر عن أخيه وهو عثمان وابن عمه ! ثم أمر بضرب أعناقهم إن تأخّروا عن البيعة ثلاثة أيام ، مع أنهم عندهم من العشرة المبشّرة بالجنّة ، وأمر بقتل من خالف