وقطع أبو بكر يسار سارق ولم يعلم أن القطع لليد اليمنى ! وأحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى النبي صلّى اللّه عليه وآله عن الإحراق بالنار وقال : لا يعذب بالنار إلا ربّ النار ! وخفي عليه أكثر أحكام الشريعة فلم يعرف حكم الكلالة ، وقال : أقول فيها برأيي ، فإن كان صواباً فمن اللّه وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان . وقضى في الجدّ سبعين قضيّة وهو يدلّ على قصوره في العلم ! فأي نسبة له إلى من قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماء فإني أعرف بها من طرق الأرض ؟ ! قال أبو البحتري : رأيت علياً عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول اللّه متقلّداً بسيف رسول اللّه متعمماً بعمامة رسول اللّه في إصبعه خاتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه فقال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنما بين الجوانح مني علم جم ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، هذا ما زقّني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زقّاً من غير وحي أوحيَ إليَّ ، فواللّه لو ثُنِيَتْ لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، حتى ينطق اللّه التوراة والإنجيل فتقول : صدق عليٌّ قد أفتاكم بما أنزل اللّه فيَّ ، وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون ؟ ! وروى البيهقي في كتابه بإسناده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام » . فأثبت له ما تفرّق فيهم . قال أبو عمرو الزاهد : قال أبو العباس ثعلب : لا نعلم أحداً قال بعد نبيّه : سلوني من شيث إلى محمد صلّى اللّه عليه وآله إلا علياً ، فسأله الأكابر : أبو بكر وعمر وأشباههما حتى انقطع السؤال ، ثم قال بعد هذا كلّه : يا كميل بن زياد ! إن هاهنا لعلماً جمّاً لو وجدت