منها : ما رووه عن أبي بكر أنه قال على المنبر : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان يعصم بالوحي وإن لي شيطاناً يعتريني فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوّموني . وكيف تجوز إمامة من يستعين بالرعية على تقويمه مع أن الرعية تحتاج إليه ! وقال : أقيلوني فلست بخيركم ! فإن كانت إمامته حقاً كانت استقالته منها معصية ، وإن كانت باطلة لزم الطعن . وقال عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى اللّه المسلمين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه . ولو كانت إمامته صحيحة لم يستحق فاعلها القتل ، فيلزم تطرّق الطعن إلى عمر ، وإن كانت باطلة لزم الطعن عليهما معاً ! وقال أبو بكر عند موته : ليتني كنت سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هل للأنصار في هذا الأمر حق ؟ وهذا يدلّ على أنه في شك من إمامته ولم تقع صواباً . وقال عند احتضاره : ليت أميّ لم تلدني ! يا ليتني كنت تبنه في لبنة ! مع أنهم نقلوا عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : ما من محتضر يحتضر إلا ويرى مقعده من الجنة أو النار . وقال أبو بكر : ليتني في ظلّة بني ساعدة ضربت يدي على يد أحد الرجلين وكان هو الأمير وكنت الوزير ! وهو يدلّ على أنه لم يكن صالحاً يرتضي نفسه للإمامة . وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في مرض موته مرة بعد أخرى مكرّراً لذلك : أنفذوا جيش أسامة ، لعن اللّه المتخلّف عن جيش أسامة ! وكان الثلاثة معه . ومنع أبو بكر عمر من ذلك . وأيضاً ، لم يولّ النبي صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر عملاً البتة في وقته ، بل ولّى عليه عمرو بن العاص تارة وأسامة أخرى ، ولمّا أنفده بسورة براءة ردّه بعد ثلاثة أيام بوحي من اللّه تعالى ! وكيف يرتضي العاقل إمامة من لا يرتضيه النبي صلّى اللّه عليه وآله بوحي من اللّه تعالى لأداء عشر آيات من براءة ؟ !