فنزلنا على رجل فتعشينا عنده وتذاكرنا قتل الحسين وقلنا : ما شرك أحد في قتل الحسين إلا ومات أقبح موته ! فقال الرجل : ما أكذبكم ! أنا شركت في دمه وكنت فيمن قتله فما أصابني بشيء . قال : فما كان في آخر الليل إذا بالصياح ! قلنا : ما الخبر ؟ قالوا : قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ، ثم دبّ الحريق في جسده فاحترق ! قال السدّي : فأنا واللّه رأيته كأنه حِمَمَة ! وقد سأل مهنا بن يحيى أحمد بن حنبل عن يزيد فقال : هو الذي فعل ما فعل قلت : وما فعل ؟ قال : نهب المدينة ! وقال له صالح ولده يوماً : إن قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد فقال : يا بنىَّ وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن باللّه واليوم الآخر ؟ فقلت : لم لا تلعنه ؟ فقال : وكيف لا ألعن من لعنه اللّه في كتابه ؟ فقلت : وأين لعن يزيد ؟ فقال : في قوله : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) . فهل يكون فسادٌ أعظم من القتل . ونَهَبَ المدينة ثلاثة أيام وسبى أهلها وقَتَل جمعاً من وجوه الناس فيها من قريش والأنصار والمهاجرين يبلغ عددهم سبعمائة ؟ وقَتَل من لم يُعرف من عبد أو حرّ أو امرأة عشرة آلاف ، وخاض الناس في الدماء ، حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وامتلأت الروضة والمسجد ! ثم ضرب الكعبة بالمناجق وهدمها وأحرقها . وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم ، له ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتن ريحه ، وهو فيها خالد ذائق للعذاب الأليم ، كلّها نضجت جلودهم بدّل اللّه لهم الجلود حتى يذوقوا العذاب لا يفتر عنهم ساعة ويسقى من حميم جهنم ، الويل لهم من عذاب اللّه عز وجل » . وقال صلّى اللّه عليه وآله : « اشتدّ غضب اللّه تعالى وغضبي على من أهرق