السلام إماماً وتابعه الكلّ بعد عثمان وجلس مكانه فكان شرّاً من إبليس ! وتمادى البعض في التعصّب حتى اعتقد إمامة يزيد بن معاوية مع ما صدر عنه من الأفعال القبيحة ، من قتل الإمام الحسين عليه السلام ونهب أمواله وسبي نسائه والدوران بهم في البلاد على الجمال بغير قتب ، ومولانا زين العابدين عليه السلام مغلول اليدين ! ولم يقنعوا بقتله عليه السلام حتى رضّوا أضلاعه وصدره بالخيول وحملوا رؤوسهم على القنا ! مع أن مشايخهم رووا أن يوم قتل الحسين عليه السلام قطرت السماء دماً ! وقد ذكر الرافعي في شرح الوجيز وذكر ابن سعد في الطبقات أن الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين عليه السلام ولم تر قبل ذلك ! وقال أيضاً : ما رفع حجر في الدنيا إلا وتحته الدم عبيط ! ولقد مطرت السماء مطراً بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت . قال الزهري : ما بقي أحد من قاتلي الحسين إلا وعوقب في الدنيا ، إما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة ! وقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يكثر الوصية للمسلمين في ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ويقول لهم : « هؤلاء وديعتي عندكم » ، وأنزل اللّه تعالى فيهم : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) . وتوقف جماعة ممن لا يقول بإمامته في لعنه ! مع أنه عندهم ظالم بقتل الحسين ونهب حريمه ، وقد قال اللّه تعالى : ( أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) . وقال أبو الفرج بن الجوزي من شيوخ الحنابلة : عن ابن عباس قال : « أوحى اللّه تعالى إلى محمد صلّى اللّه عليه وآله إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً وإني قاتل بابن بنتك فاطمة سبعين ألفاً وسبعين ألفاً ! » . وحكى السدّي - وكان من فضلائهم - قال : نزلت بكربلاء ومعي طعام للتجارة