مضطراً فأظهر الإسلام . وكان إسلامه قبل موت النبي صلّى اللّه عليه وآله بخمسة أشهر ، وطرح نفسه على العباس فسأل فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فعفا عنه ثم شفع إليه أن يشرّفه ويضيفه إلى جملة الكتّاب ، فأجابه وجعله واحداً من أربعة عشر . فكم كان يخصّه من الكتابة في هذه المدة لو سلّمنا أنه كان كاتب الوحي ، حتى استحق أن يوصف بذلك دون غيره ! مع أن الزمخشري من مشايخ الحنفية ذكر في ربيع الأبرار أنه ادّعى بنوَّته أربعة نفر ! على أن من جملة كتبة الوحي ابن أبي سرح وارتدّ مشركاً وفيه نزل : ( وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . وقد روى عبد الله بن عمر قال : أتيت النبي صلّى اللّه عليه وآله فسمعته يقول : « يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي ! » فطلع معاوية . وقام النبي صلّى اللّه عليه وآله يوماً يخطب ، فأخذ أبو سفيان بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : « لعن اللّه القائد والمقود ! وأيُّ يوم يكون لهذه الأمة من معاوية ذي الإستاه ؟ ! » . وبالغ في محاربة علي عليه السلام وقتل جمعاً كثيراً من خيار الصحابة ، ولعنه على المنابر ، واستمر سبّه مدة ثمانين سنة إلى أن قطعه عمر بن عبد العزيز . وسمَّ الحسن . وقتل ابنه يزيد مولانا الإمام الحسين . وكسر جدّه ثنيّة النبي صلّى اللّه عليه وآله . وأكلت أمّه كبد حمزة عم الرسول صلّى اللّه عليه وآله . وسمّوا خالد بن الوليد سيف اللّه ، عناداً لأمير المؤمنين عليه السلام الذي هو أحق بهذا الاسم حيث قتل بسيفه الكفار ، وثبتت بواسطة جهاده قواعد الدين ، وقال فيه