وسمّوها أم المؤمنين ولم يسمّوا غيرها بذلك ! ولم يسمّوا أخاها محمد بن أبي بكر مع عظم شأنه وقرب منزلته من أبي ه ومن أخته عائشة أم المؤمنين ، خالَ المؤمنين ، وسمّوا معاوية بن أبي سفيان خالَ المؤمنين ، لأن أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان بعض زوجات النبي صلّى اللّه عليه وآله ! وأخت محمد بن أبي بكر وأبوه أعظم عندهم من أخت معاوية ومن أبي ها ! مع أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعن معاوية الطّليق بن الطليق اللّعين وقال : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ! وكان من المؤلّفة قلوبهم ، وقاتل عليّاً وهو عندهم رابع الخلفاء إمامُ حق ، وكلّ من حارب إمام حق فهو باغ ظالم ! وسبب ذلك محبة محمد بن أبي بكر لعلي عليه السلام ومفارقته لأبيه وبغض معاوية لعلي ومحاربته له . وسمّوه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة واحدة من الوحي بل كان يكتب له رسائل ، وقد كان بين يدي النبي صلّى اللّه عليه وآله أربعة عشر نفساً يكتبون الوحي ، أوّلهم وأخّصهم به وأقربهم إليه علي بن أبي طالب عليه السلام . مع أن معاوية لم يزل مشركاً مدّة كون النبي صلّى اللّه عليه وآله مبعوثاً يكذب بالوحي ويهزأ بالشرع ! وكان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ويكتب إلى أبي ه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه ، ويقول له : أصبوت إلى دين محمد ، وكتب إليه : يا صخرُ لا تُسلمنْ طوعاً فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا جدّي وخالي وعمّ الأم ثالثهم * قوماً وحنظلة المهدي لنا الأرقا فالموتُ أهون من قول الوشاة * لنا خلّى ابن هند عن العزّى فرقا والفتح كان في شهر رمضان لثمان سنين من قدوم النبي صلّى اللّه عليه وآله المدينة ، ومعاوية حينئذ مقيمٌ على الشرك ، هاربٌ من النبي صلّى اللّه عليه وآله لأنه قد هدر دمه فهرب إلى مكة ، فلمّا لم يجد له مأوىً صار إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله