فانحدر إليها ودرّس بها . ولما فتحت المدرسة المستنصرية بعد الواقعة سنة 57 عيّن مدرّساً بها ، وكان قد اشتغل على جدّه أبي الصمصام ، وسمع صحيح البخاري على محمد ابن القطيعي شيخ دار المستنصرية . قال ابن الفوطي : وكتب لي بالإجازة ، واجتمعت بخدمته لما قدمت من مراغة . وقد ورد ذكر عماد الدين في المقامات الزينية لابن الصيقل الجزري ، حيث وصف بأنه رئيس الأصحاب أي أصحاب الشافعي ، وركن الشريعة ، وعلم الهدى [1] . والآخر : ابنه ذو الفقار القرشي المتوفى سنة 685 . ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي ، وهو ابن عماد الدين المتقدّم ذكره ، الذي كان مدرّساً للشافعية بالمستنصريّة أيضاً ، ولد بخوي من آذربيجان في صفر سنة 623 ، وتوفي في يوم الجمعة 27 شعبان سنة 685 ، ودفن عند والده بالمشهد الكاظمي ، وشيّعه قاضي القضاة والجماعة إلى مدفنه . قال الذهبي : نحوي ، سمع ببغداد من الكاشغري وابن الخازن ، ودرس بالمستنصرية . وقال ابن رافع : سمع من أبي بكر محمد بن سعيد ابن الخازن مسند الشافعي ومعجم الإسماعيلي ، ومن إبراهيم بن عثمان الكاشغري شيخ دار السنة بالمستنصرية ، كتبت عنه . وكان كريم الصحبة جميل الأخلاق . . . وقد أجاز لأبي محمد عبد العزيز البغدادي وللحافظ علم الدين البرزالي . وقد سمع من المقامات الزينية المجلس الأول فقط من منشئها ابن الصيقل الجزري سنة 676 برواق المدرسة المستنصرية [2] . هذا ، ولقد كان ابن تيمية أسوة لمقلّديه حتى في إنكار وجود الأشخاص في هذا العالم ! وقد اتبعه مقلّدوه في عصرنا فأنكر بعض الكتّاب المعاصرين وجود الشيخ محمد مرعي الأنطاكي الحلبي ، الذي اختار مذهب الشيعة الإمامية وكتب في ذلك كتاباً
[1] تاريخ المستنصرية 1 / 215 - 216 . [2] تاريخ المستنصرية 1 / 216 - 217 .