التدريس بدار الوزير ، وقد يمطى بغلة فيحضر إلى المدرسة بالخلعة ، ويرافقه صاحب الديوان ومعه الولاة والحجاب والصدور والأكابر وصاحب البريد ، وجميع أرباب المناصب ، احتراماً له ، ثم يجلس سدّة التدريس ، فيلقي بحثه ، ويحضر الأئمة والفقهاء والأعيان درسه الأول ، وتكون عليه الطرحة - وهي لباس خاص يضعه المدرسون فوق العمامة - فإذا عزل عن التدريس توجه إلى داره بغير طرحة . هذا بالنسبة إلى رواتب المدرّسين وكيفية نصب المدرّس . وجعل للمعيدين وهم الذين يعيدون على الطلاب جميع ما يمليه عليهم المدرس ، وقد تقدّم أنه شرط أن يكون لكلّ مدرس أربعة معيدين - رواتب تخصهم ، وهي [1] : أن يكون للمعيد في كلّ يوم أربعة أرطال خبزاً وغرفان طبيخاً . وأن يكون لكلّ معيد ثلاثة دنانير في الشهر . وأمّا الطلاب ، فقد شرط المستنصر في طلاب مدرسته : أن يكون عدّة الفقهاء ( يعني طلاب الفقه ) مائتين وثمانية وأربعين رجلاً ، وأن يكون من كلّ طائفة من المذاهب الأربعة اثنان وستون رجلاً ، وأن يكون لكلّ طالب في كلّ شهر ديناران ، وأن يجري لكلّ واحد منهم في كلّ يوم أربعة أرطال خبزاً وغرف طبيخاً مما يطبخ في مطبخها ، وأن يكون لكلّ طالب مقدار من اللّحم ومن الحلوى والفاكهة والصابون والزيت والفرش والتعهد . وقد جعل لكلّ طالب في الفقه - بالإضافة إلى ما ذكر من الجرايات والرواتب كلّها - ديناراً إماميّاً في كلّ شهر ، وشرط أيضاً أن تضاعف المشاهرات في شهر رمضان [2] ، وذكروا أن هذه الرواتب والمشاهرات كلّها كانت بالإضافة إلى ما يهيّأ لهم من : الحبر والورق والأقلام ، وما يحتاجون إليهم للكتابة والاستنساخ من اللّوازم [3] .
[1] تاريخ المستنصرية 1 / 229 . [2] تاريخ المستنصرية 1 / 261 - 262 . [3] تاريخ المستنصرية 1 / 57 .