ثم شبّ الزمان وهرم ، والشأن مضطرب والشنآن مضطرم ، والدهر لا يزداد إلا عبوساً ، والأيام لا تبدي لأهل الحق إلا بؤساً ، ولا معقل للشيعة من هذه الخطة الشنيعة في أكثر الأعصار ومعظم الأمصار إلا الإنزواء في زوايا التقية ، والإنطواء على الصبر بهذه البلية [1] : كلام للسيد حيدر الآملي وقال السيد حيدر الآملي : « ثم لا يغيب عن نظرك : أن الحاكم إذا لم يقتد بالنبي صلّى اللّه عليه وآله في حركاته وسكناته التزم أضدادها ، فيحتاج السلطان إلى المعاون والمعاضد والمشير والمساعد له على مقاصده وأغراضه ومطالبه وشهواته ، في ارتكاب المحرّمات ، وشرب المسكرات ، وسماع الغناء ، والولوع بالمردان ، والتهتك مع النسوان ، واجتذاب الأموال من غير حلّها ، وعسف الرعيّة وذلّها ، فيضطرّ الملك والسلطان إلى شيطان يستره ، وفقيه ينصره ، وقاض يدلّس له ، ومتشدّق يكذب لدولته ، ورئيس يسكّن الأمور ، وطامع يشهد بالزور ، ومشايخ تتباكا ، وشباب تتزاكا ، ووجيه يهوّن الأحوال ، ويثيره على حبّ المال ، وزاهد يليّن الصعاب ، وفاسق ينادم على الشراب ، وعيون تنظر ، وألسنة تفجر ، حتى ينام الخليفة أمير المؤمنين سكراناً ، ويجد على فسوقه أعواناً . ولا تقوم هذه المملكة إلا بدحض أضدادها ، ولا تتم دعوة قوم إلا بهتك [ بهلاك ] أعدائها وعنادها . نظرٌ واعتبار هل يجب إذا كانت هذه الدعوة لعلي بن أبي طالب عليه السلام وملكها معاوية بن أبي سفيان ، ووزيراه عليها عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، وقد خصمه علي بن