من صنع الإمامية وتحريف للحديث ! ! بل يريد في هذا الكلام أن يوهم أن اللّفظ مع الزيادة مروي عن أمسلمة كذلك . ثم إن ابن تيمية تعرّض لبعض ما قيل في الجواب عن الزيادة ، إذ حملوها على وجوه لغرض الجمع بينها وبين اللّفظ المتفق عليه ، فأورد كلام العلامة ابن طلحة الشّافعي ، وجعل يشنّع عليه ويرميه بالتحريف . . . وهذا عين عبارته : « إن الاثني عشرية الذين ادّعوا أن هذا هو مهديّهم ، مهديهم اسمه محمد بن الحسن ، والمهدي المنعوت الذي وصفه النبي صلّى اللّه عليه وآله محمد بن عبد الله . ولهذا حذفت طائفة ذكر الأب من لفظ الرسول حتى لا يناقض ما كذبت . وطائفة حرّفته ، فقالت : جدّه الحسين وكنيته أبو عبد الله ، فمعناه : محمد بن أبي عبد الله ، وجعلت الكنية اسماً ، وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سمّاه ( غاية السئول في مناقب الرسول ) . ومن له أدنى نظر يعرف أن هذا تحريف صريح كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فهل يفهم أحد من قوله : يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبي ه اسم أبي ، إلا أن اسم أبي ه عبد الله ؟ وهل يدلّ هذا اللّفظ على أن جدّه كنيته أبو عبد الله ؟ . . . . وأيضاً : فإن المهدي المنعوت من ولد الحسن بن علي لا من ولد الحسين ، كما تقدّم لفظ حديث علي » [1] . أقول : إن المنعوت الذي وصفه النبي صلّى اللّه عليه وآله هو ( محمد بن الحسن ) فإنه مفاد الحديث الصحيح المتفق عليه الذي لا كلام فيه ، وأمّا الذي فيه ذكر الأب فليس من لفظ الرسول حتى يناقض ما ذهب إليه الاثنا عشرية ، وإنما هو رواية واحد من الرواة وقد خالفه غيره فيه . . . .