النسخة الأصلية ، وكذا المستنسخة عن خطّ المؤلّف : « نظر إلى الحسين » وفي بعض النسخ الأخرى منه : « نظر إلى الحسن » . وروى عن الحافظ أبي نعيم في ( صفة المهدي ) حديث حذيفة الآتي عن ( ذخائر العقبى ) ، فكان في النسخة الأصلية والمكتوبة عن خطّه أيضاً : « وضرب بيده على الحسين » ، لكن في بعض النسخ الأخرى : « الحسن » [1] . فهل وقع هذا الاختلاف عندهم من جهة الشّبه بين لفظي ( الحسن ) و ( الحسين ) كتابة ، أو كان هناك قصد وعمد من بعض المغرضين كيلا تصل الحقائق إلى الأمّة كما هي ، وكما تروى عن أهل البيت الذين هم أدرى بما في البيت ؟ إنه وإن لم نستبعد الاحتمال الأوّل ، لكن الذي يقوى في النظر هو الثاني ، لقرائن كثيرة عندنا تؤيّده ، لا سيّما فيما يتعلّق بأهل البيت ، وحتى في هذا المورد عثرنا على قرينة على أن القوم كانوا يحاولون كتم الحقيقة - وهي كون ( المهدي ) من ولد ( الحسين ) - أو كانوا يمتنعون من التصريح بها واللّه العالم بسبب ذلك ! وذلك : ما رواه الإمامان الحافظان أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي ، وأبو عبد الله نعيم بن حماد ، عن قتادة قال : « قلت لسعيد بن المسيب : أحق المهدي ؟ قال : نعم ، هو حق . قلت : ممن هو ؟ قال : من قريش . قلت : من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم . قلت : من أي بني هاشم ؟ قال : من ولد عبد المطلب . قلت : من أي ولد عبد المطلب ؟ قال : من أولاد فاطمة . قلت : من أي ولد فاطمة ؟ قال : حسبك الآن » [2] . قلت : فلماذا ( حسبك الآن ) ؟ اللّه أعلم ! هذا فيما يتعلّق بصدر حديث أبي داود . وأمّا ذيله ، فقد عرفت أن أبا داود يقول : « وذكر قصة يملأ الأرض عدلاً » فمن الذي ( ذكر ) ؟