شيء ؟ فقال له عليه السلام : سل . فقال : ما تقول في محرم قتل صيداً ؟ فقال له الإمام عليه السلام : أقتله في حل أو حرم ؟ عالماً كان أو جاهلاً ؟ مبتدئاً بقتله أو عائداً ؟ من صغار الصيد كان أو من كبارها ؟ عبداً كان المحرم أو حراً ؟ صغيراً كان أو كبيراً ؟ من ذوات الطير كان الصيد أو من غيرها ؟ ! فتحيَّر يحيى بن أكثم وبان العجز في وجهه ، حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره ! فقال المأمون لأهل بيته : عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ! ثم أقبل على الإمام عليه السلام فقال : أتخطب ؟ فقال نعم . فقال أخطب لنفسك خطبة النكاح ، فخطب وعقد على خمسمائة درهم جياداً مهر جدّته فاطمة عليها السلام ، ثم تزوّج بها . وكان ولده علي الهادي عليه السلام ويقال له : العسكري ، لأن المتوكّل أشخصه من المدينة إلى بغداد ، ثم منها إلى سر من رأى فأقام بموضع عندها يقال له العسكر ، ثم انتقل إلى سر من رأى فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر . وإنما أشخصه المتوكّل لأنه كان يبغض عليّاً عليه السلام فبلغه مقام علي بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه ، فدعا يحيى بن هرثمة فأمره بإشخاصه فضج أهل المدينة لذلك خوفاً عليه ، لأنه كان محسناً إليهم ملازماً للعبادة في المسجد ، فحلف لهم يحيى أنه لا مكروه عليه ، ثم فتّش منزله فلم يجد فيه سوى مصاحف وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عينه وتولّى خدمته بنفسه . فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق ابن إبراهيم الطاهري والي بغداد فقال له : يا يحيى هذا الرجل قد ولده رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والمتوكّل من تعلم فإن حرّضته عليه قتله وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خصمك ! فقال له يحيى : واللّه ما وقعت منه إلاّ على خير . قال : فلمّا دخلت على المتوكّل أخبرته بحسن سيرته وزهده وورعه فأكرمه المتوكّل . ثم مرض المتوكّل فنذر إن عوفي تصدّق بدراهم كثيرة ، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جواباً ، فبعث إلى علي الهادي عليه السلام يسأله فقال : تصدق بثلاثة