الفقر . . . » [1] . وقال ابن الصباغ : « مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالّة على أنه السريّ ابن السريّ ، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري ، واعلم أنه لو بيعت مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري ، واحد زمانه من غير مدافع ونسيج وحده من غير منازع ، وسيد أهل عصره وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة ، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة ، وإن انتظموا عقداً كان مكانه الواسطة الفريدة ، فارس العلوم الذي لا يجارى ، ومبيّن غوامضها فلا يحاول ولا يمارى ، كاشف الحقائق بنظره الصائب ، مظهر الدقائق بفكره الثاقب ، المحدّث في سرّه بالأمور الخفيّات ، الكريم الأصل والنفس والذات » [2] . وقال الحضرمي الشافعي : « كان عظيم الشأن ، جليل المقدار ، وقد زعمت الشيعة الرافضة أنه والد المهدي المنتظر . . . » [3] . وقال أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي : « إن المنقبة العليا والمزيّة الكبرى التي خصّه اللّه جلّ وعلا بها فقلّده فريدها ومنحه تقليدها ، وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدها ، ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها : أن المهدي محمداً نسله المخلوق منه وولده المنتسب إليه وبضعته المنفصلة عنه . . . وحسب ذلك منقبة وكفاه » [4] .
[1] الفصول المهمة في معرفة الأئمة : 285 . [2] الفصول المهمة في معرفة الأئمة : 290 . [3] وسيلة المآل في عد مناقب الآل - مخطوط . [4] مطالب السئول في مناقب آل الرسول : 476 وأبو سالم محمد بن طلحة فقيه كبير ومحدث جليل ، له مصنفات ، توجد ترجمته والثناء عليه والشهادة ببراعته في المذهب الشافعي وثقته وزهده وجلالته في ذيل الروضتين : 188 ، سير أعلام النبلاء 23 / 293 ، الوافي بالوفيات 3 / 176 ، طبقات السبكي 8 / 63 ، ابن كثير 13 / 186 ، النجوم الزاهرة 7 / 33 ، شذرات الذهب 5 / 259 . . . توفي سنة 652 ، وقد ذكر الكتاب في كشف الظنون وهدية العارفين وإيضاح المكنون وغيرها ، واعتمد عليه المتأخرون عنه في كتبهم ومؤلفاتهم .