قسطاً وعدلاً ، وأمّا الآن فلا . ثم أنشد متمثلاً : لعلّك يوماً أن تراني كأنما * بني حوالي الأسود اللّوابد فإن تميماً قبل أن يلد الحصى * أقام زماناً وهو في الناس واحد » [1] وروى ابن صباغ المالكي عن إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس قال : « قعدت لأبي محمد الحسن على باب داره حتى خرج ، فقمت في وجهه وشكوت إليه الحاجة والضرورة ، وأقسمت أني لا أملك الدرهم فما فوقه ، فقال : تقسم وقد دفنت مائتي دينار ! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطيّة ، أعطه يا غلام ما معك . فأعطاني مائة دينار ، شكرت له تعالى وولّيت فقال : ما أخوفني أن تفقد المائتي دينار أحوج ما تكون إليها . فذهبت إليها فافتقدتها فإذا هي في مكانها ، فنقلتها إلى موضع آخر ودفنتها من حيث لا يطّلع أحد ، ثم قعدت مدّة طويلة ، فاضطررت إليها ، فجئت أطلبها في مكانها فلم أجدها ، فجئت وشق ذلك علي ، فوجدت ابناً لي قد عرف مكانها وأخذها وأبعدها ، ولم يحصل لي شيء ، فكان كما قال » [2] . وروى ابن الصباغ المالكي عن محمد بن حمزة الدوري قال : « كتبت على يدي أبي هاشم داود بن القاسم - كان لي مؤاخياً - إلى أبي محمد الحسن أسأله أن يدعو اللّه لي بالغنى ، وكنت قد بلغت وقلّت ذات يدي وخفت الفضيحة ، فخرج الجواب على يده : أبشر ، فقد أتاك الغنى عن اللّه تعالى ، مات ابن عمك يحيى بن حمزة وخلّف مائة ألف درهم ولم يترك وارثاً سواك وهي واردة عليك ، عليك بالاقتصاد وإياك والإسراف . فورد علي المال والخبر بموت ابن عمي كما قال عن أيام قلائل وزال عني
[1] الفصول المهمة في معرفة الأئمة : 288 . [2] الفصول المهمة في معرفة الأئمة : 286 وإسماعيل ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب العسكري عليه الصلاة والسلام .