وقال النبهاني : « الحسن العسكري أحد أئمة ساداتنا آل البيت العظام وساداتهم الكرام ، رضي اللّه عنهم أجمعين ، ذكره الشبراوي في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ) ولكنه اختصر ترجمته ، ولم يذكر له كرامات . وقد رأيت له كرامة بنفسي ، وهو أني في سنة 1296 سافرت إلى بغداد من بلدة كوي سنجق - إحدى قواعد بلاد الأتراك - وكنت قاضياً فيها ، ففارقتها قبل أن أكمل المدّة المعيّنة ، لشدّة ما وقع فيها من الغلاء والقحط ، اللذين عمّا بلاد العراق في تلك السنة ، فسافرنا على الكلك قبالة مدينة سامراء ، وكانت مقرّ الخلفاء العباسيين ، فأحببنا أن نزور الإمام الحسن العسكري ، وخرجنا لزيارته ، فحينما دخلت على قبره الشريف حصلت لي روحانيّة لم يحصل لي مثلها قط . . . وهذه كرامة له . ثم قرأت ما تيسّر من القرآن ، ودعوت بما تيسّر من الدّعوات وخرجت » [1] . أقول : وقد سبق الشبراوي في اختصار ترجمته وعدم ذكر كرامات له قوم كالخطيب البغدادي وابن الجوزي ، بل لم يذكروا شيئاً من أخباره ، بل منهم من لم يذكره في كتابه أصلاً ! مع ذكرهم كلّ من دبّ ودرج وإيرادهم بتراجمهم الأكاذيب والأباطيل الأعاجيب ! إن تواريخهم طافحة بأخبار الأتراك والزنج وغيرهم من المفسدين ، ولا يذكرون شيئاً أو يذكرون سطوراً معدودة من أخبار آل الرسول والأئمة الهداة المهديين . . . ! فإنا للّه وإنا إليه راجعون ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون .
[1] جامع كرامات الأولياء 1 / 389 ويوسف بن إسماعيل النبهاني ، عالم في الفقه والحديث وأديب شاعر ، ومصنف مكثر ، توفي سنة 1350 توجد ترجمته في معجم المؤلفين 13 / 275 .