روت عنه العامّة كثيراً أقول : هو مولانا الإمام الزكي الحسن ابن الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا . . . عليهم الصلاة والسلام . ولقب ب ( العسكري ) لكونه سكن ( العسكر ) مع والده ، وكان الإمام من بعد والده الذي اغتاله المعتمد العباسي بالسمّ . وقد لاقى الإمام عليه السلام منذ نشأته في حكومة المتوكل إلى آخر أيامه ما لاقاه والده عليه السلام من صنوف الظلم وألوان الجور ، بل كان زمانه أشد وأظلم ، فقد كان المستعين مبغضاً لأهل البيت عليه السلام ، حتى أنه أودعه السجن مدّة من الزمن ، بعد أن كانت داره تحت الضغط والمراقبة الشديدة . بل قيل إنه كان عازماً على قتله بأن أمر بعض خدّامه بحمله إلى الكوفة واغتياله في الطريق كيلا يعلم أحد بواقع الأمر ، لكن اللّه شاء أن يكون قتل المستعين على يد ذاك الخادم . . . . ثم تولّى المعتز بن المتوكل ، وقد ورث من آبائه العداء والنصب لعترة الرسول صلّى اللّه عليه وآله ، فعاد وأودع الإمام عليه السلام السجن ، وما مضت إلا برهة من الزمن حتى قتل على يد الأتراك وخلص الإمام من السجن ، ثم تسلّم المهتدي زمام الأمر وهو - كآبائه - على أشدّ البغض والنصب لآل النبي ، فأمر باعتقال الإمام ، وقصد قتله في السّجن لكن اللّه لم يمهله ، إذ هجم عليه الأتراك بالخناجر وقتلوه وسفكوا دمه ، وأراح اللّه منه . فجاء المعتمد ، وهو أيضاً على سيرة المتقدمين عليه ، فأمر باعتقال الإمام ، حتى إذا اطمأن من أن لا قصد للإمام بالقيام ضدّه ، أمر بإطلاق سراحه من السجن ، لكنه بقي في داره تحت المراقبة الشديدة ، إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى وجنة المأوى سنة 260 وله من العمر ثمان وعشرون سنة ، ودفن إلى جنب والده في الدار ، حيث المشهد العظيم الذي ينتابه المؤمنون إلى هذا اليوم . وهكذا عاش الإمام العسكري هذا العمر القصير . . . .