أحدها : إن قول القائل : إن المواطن كانت سبعاً وعشرين غزاة وستا وخمسين سرية ليس بصحيح ، فإن النبي صلّى اللّه عليه وآله لم يغز سبعاً وعشرين غزاة باتفاق أهل العلم بالسير ، بل أقلّ من ذلك . الثاني : إن هذا الآية نزلت يوم حنين ، واللّه قد أخبر بما كان قبل ذلك ، فيجب أن يكون ما تقدم قبل ذلك مواطن كثيرة . . . . الثالث : إن اللّه لم ينصرهم في جميع المغازي ، بل يوم أحد تولّوا . . . . الرابع : إنه بتقدير أن يكون المراد بالكثير في الآية ثلاثاً وثمانين ، فهذا لا يقتضي اختصاص هذا القدر بذلك ، فإن لفظ الكثير لفظ عام . . . . الخامس : . . . إن القلّة والكثرة أمر إضافي . . . والخليفة يحمل الكثير منه على ما لا يحمل الكثير من آحاد العامة . . . . والحكاية التي ذكرها عن المسعودي منقطعة الإسناد ، وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا اللّه تعالى . . . » [1] . أقول : يتلخّص المهم من كلام الرجل هنا في أمور : الأول : الاعتراض على العلامة في وصفه ( إسحاق بن إبراهيم ) ب ( الطائي ) ، مع أنه ( خزاعي ) . والثاني : إن الفتيا المذكورة تحكى عن علي بن موسى الرضا مع المأمون ، وهي إمّا كاذبة وإمّا جهل ، لأن العدد المذكور فيها ليس مطابقاً للواقع . والثالث : الحكاية المذكورة عن تاريخ المسعودي كذب . والجواب أمّا عن الأول ، فإنه يبتني على وجود كلمة ( الطائي ) في كتاب ( منهاج الكرامة ) لكن الكلمة في نسختنا ( الظاهري ) وفي تذكرة خواص الأمة ( الطاهري ) وقد