علمه ودينه ووفور عقله مع صغر سنّه . . . . وجعلوا ليحيى بن أكثم مالاً كثيراً على امتحانه في مسألة يعجزه فيها . . . فقال المأمون لأهل بيته : عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ! ثم أقبل على الإمام عليه السلام فقال : أتخطب ؟ فقال : نعم . فقال : أخطب لنفسك خطبة النكاح . فخطب وعقد على خمسمائة درهم جياداً ، مهر جدّته فاطمة عليها السلام ، ثم تزوّج بها . الشرح : يحيى بن أكثم المروزي ، قاضي القضاة ، ترجموا له ووصفوه بالإمامة في الفقه والحديث ، وذكروا أنه كان من أهل الشرب واللّواطة وغير ذلك من القبائح . وأمّا في الحديث : فعن يحيى بن معين : « كان يكذب » . وعن ابن راهويه : « ذاك الدجال » . وعن ابن الجنيد : « يسرق الحديث » . وعن أبي حاتم : « فيه نظر » . وذكروا أنه تولّى ديوان الصدقات على الأضرّاء ولم يعطهم شيئاً [1] . فهذا قاضي قضاتهم حسب تصريحاتهم ! ! وأمّا القضية المذكورة ، فهي من جملة قضاياه الثابتة التي لم ينقلها القوم - كما هي عادتهم - غير أن سبط ابن الجوزي أشار إليها وأسندها إلى الإمامية حيث قال : « والإمامية تروي خبراً طويلاً فيه أن المأمون لما زوّجه كان عمر محمد الجواد سبع سنين وأشهر ، وأنه هو الذي خطب خطبة النكاح ، وأن العباسيين شغبوا على المأمون ورشوا القاضي يحيى بن أكثم حتى وضع مسائل ليخطّئ بها محمد الجواد