النبي صلّى اللّه عليه وآله . . . ، وكان أحد الموصوفين بالسخاء ، ولذلك لقب بالجواد » [1] . وكان عليه السلام يروي الحديث عن أبي ه عن آبائه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وكان يُرجع إليه في معاني الأخبار وحقائق الأحكام ، وقد روى الخطيب وغيره بترجمته عدّة من ذلك [2] . وحكى الشيخ محمود الشيخاني القادري أنه قد وقع لبعض الخلفاء أنه لما مرض نذر على نفسه إن وهب اللّه له العافية أن يتصدّق بمال كثير ، مبهماً ، فعوفي ، فأحضر الفقهاء واستفتاهم عن مقدار مال كثير ، فكلّ قال شيئاً . فقال محمد الجواد : إن كنت نويت الدنانير فتصدّق بثمانين ديناراً ، أو الدراهم فتصدّق بثمانين درهماً . فقال الفقهاء : ما نعرف هذا في الكتاب ولا السنّة . فقال محمد الجواد : بلى ، قال اللّه تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة ) والنصر من أقسام العافية ، فعدّوا وقائع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فإذا هي ثمانون [3] . هذا ، وأخباره وقضاياه الدالّة على تفوّقه في العلم والتقى والجود كثيرة ، إلا أن القوم لا يذكرون ذلك في كتبهم لئلاّ يعرف أئمة أهل البيت عليهم السّلام وتشتهر أحوالهم ومنازلهم . . . غير أنهم يصرحون : « وله حكايات وأخبار كثيرة » [4] ، بل إن كثيراً منهم لم يعنونوه في تواريخهم أصلاً ! ! قصّة يحيى بن أكثم قال قدس سره : ولما مات أبوه الرضا عليه السلام شغف به المأمون لكثرة
[1] تاريخ الإسلام 15 / 385 . [2] تاريخ بغداد 3 / 54 ، الوافي بالوفيات 4 / 106 ، الأئمة الإثنا عشر : 103 . [3] الصراط السوي في مناقب آل بيت النبي - مخطوط . [4] وفيات الأعيان 4 / 175 .