والنظام ، ونظمه في الذروة ، وهو في الطبقة الأولى من المولَّدين ، وشعره عشرة أنواع وهو مجيد في العشرة . وقد اعتنى بشعره جماعة من الفضلاء منهم : أبو بكر الصّولي ، وقال يعقوب بن السكّيت : « إذا رويت الشعر عن امرئ القيس والأعشى من أهل الجاهليّة ، ومن الإسلاميين جرير والفرزدق ، ومن المحدثين عن أبي نؤاس ، فحسبك » . ثم إنه اتصل بالخلفاء والوزراء وعاشرهم ومدحهم ، ولمّا كانت الخلاعة والمجون كثيرة عندهم ، فقد اتخذ شعره تلك الصبغة ، حتى نقلت عنه أشياء كثيرة لا حقيقة لها . ولابن منظور الإفريقي صاحب لسان العرب جزء في أخبار أبي نؤاس ، وهو الثالث من مختار الأغاني المطبوع في دمشق ، وقد صدر بمقدّمة جيّدة بيّن فيها أن أغلب ما ينسب إلى أبي نؤاس من المجون والخلاعة كذب ملفّق لا تصح نسبته إليه بحجج ناصعة وأدلّة واضحة ، ومما يشهد بذلك استماع كبار الأئمة لأشعاره المختلفة ، فقد أنشدوا سفيان بن عيينة قول أبي نؤاس : ما هوىً إلا له سببُ * يَبتدي منه وينشعبُ فتنت قلبي محجبّة * وجهها بالحسن منتقب خلَّته والحسن تأخذه * تنتقي منه وتنتخب فاكتست منه طرائقه * واستردّت بعض ما تهب فهي لو صيَّرتْ فيه لها * عودةً لم يُثْنها إرب صار جدّاً ما مزحت به * ربّ جدٍّ جرَّه اللّعب فقال ابن عيينة : « آمنت بالذي خلقها » . وعن ثعلب قال : « دخلت على أحمد بن حنبل فقال : في أيّ شيء نظرت من العلوم ؟ فقلت : في اللّغة والشعر . قال : رأيت بالبصرة جماعة يكتبون عن رجل الشعر ،