لا يستطيع جوادٌ بُعْدَ غايتهم * ولا يدانيهم قومٌ وإن كرُمُوا هم الغيوثُ إذا ما أزْمَةٌ أزَمَت * والأسْدُ أسْدُ الشرى والرأيُ محتدم لا يَنقض العُسْرُ بسطاً من أكفِّهِمُ * سَيَّانَ ذلك إن أثرَوْا وإن عُدموا ما قال لاقطُّ إلا في تشهّده * لولا التشهّدُ كانت لاؤه نَعَمُ يُستدفعُ السّوء والبلوى بحبِّهمُ * ويسترقُّ به الإحسان والنعم مقدّمٌ بعد ذكر اللّه ذكرُهمُ * في كلّ برّ ومختومٌ به الكلم من يعرفُ اللّه يعرفْ أوْلويَّة ذا * الدّينُ من بيت هذا ناله الأمم وليس قولك : من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجمُ فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بين مكة والمدينة . فبعث إليه الإمام زين العابدين عليه السلام بألف دينار فردّها وقال : إنما قلت هذا غضباً للّه ولرسوله ، فما آخذ عليه أجراً ! فقال علي بن الحسين عليه السلام : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما خرج منا ، فقبلها الفرزدق . وكان بالمدينة قوم يأتيهم رزقهم ليلاً ولا يعرفون ممن هو ، فلمّا مات مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام انقطع ذلك عنهم ، وعرفوا به أنه كان منه عليه السّلام . وكان ابنه محمد الباقر عليه السلام أعظم الناس زهداً وعبادة ، بقر السجود جبهته ، وكان أعلم أهل وقته ، وسمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الباقر : جاء جابر بن عبد الله الأنصاري إليه وهو صغير في الكتَّاب فقال له : جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يُسلّم عليك فقال : وعلى جدّي السّلام ، فقيل لجابر : كيف هذا ؟ قال : كنت جالساً عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر ! يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيد العابدين فيقوم وَلَدُهُ ، ثم يولد له مولود اسمه محمد الباقر ، إنه يبقر العلم بقراً ، فإذا أدركته فاقرئه مني السلام . روى عنه أبو حنيفة وغيره .