فاطمة وجمهور نساء المؤمنين ، وفاطمة لم تكن سيدة نساء العالمين بهذا الوصف بل بما هو أخصّ منه ، بل هذا من جنس حجج الرافضة ، فإنهم لجهلهم لا يحسنون أن يحتجّوا ولا يحسنون أن يكذبوا . وأيضاً : فليست ذريّة فاطمة كلّهم محرّمين على النار . . . فإن الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه وشهدوا عليه بالكفر والفسق ، بل الرافضة أشدّ الناس عداوة - إمّا بالجهل وإما بالعناد - لأولاد فاطمة رضي اللّه عنها » [1] . أقول : كيف يكون هذا الحديث كذباً باتفاق أهل المعرفة بالحديث وقد رواه : الحاكم ، والخطيب البغدادي ، وأبو بكر البزار ، وأبو يعلى الموصلي ، والطبراني ، وأبو نعيم ، وابن حجر ، والسيوطي ، والمتقي الهندي . . . وغيرهم ؟ وقال الحاكم : « صحيح » [2] ؟ وهذه فضيلة اختصّت بها سيّدة نساء العالمين ، وإن شاركتها في الوصف المذكور غيرها من فضليات النساء . قال المناوي : « ( فحرّمها ) أي بسبب ذلك الإحصان حرّمها ( اللّه وذريّتها على النار ) أي حرّم دخول النار عليهم . فأمّا هي وأبناؤها ، فالمراد في حقهم التحريم المطلق ، وأمّا من عداهم فالمحرّم عليهم نار الخلود ، وأمّا الدخول ، فلا مانع من وقوعه للبعض للتطهير . هكذا فافهم . وقد ذكر أهل السير أن زيد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق - رضي اللّه عنهم - خرج على المأمون . . . » فذكر الخبر [3] .
[1] منهاج السنّة 4 / 62 - 64 . [2] المستدرك على الصحيحين 3 / 152 . [3] فيض القدير - شرح الجامع الصغير 2 / 586 - 587 .