فمنهم من لم يذكر كونه من مواليه ولا حكى إسلامه على يده ، ولا روى عنه شيئاً مما سمعه من الإمام ، كالحافظ أبي نعيم [1] والحافظ ابن الجوزي [2] . ومنهم من اعترف بكونه من مواليه ولم يذكر عن إسلامه شيئاً ، كالشعراني [3] . ومنهم من حكى قصته مع المؤدب ثم رجوعه إلى أبويه بعد هربه وأنهما أسلما ، ولم يزد على ذلك شيئاً ، كالذهبي [4] . . . . ومنهم من حكى أنه كان حاجباً للإمام فكسروا ضلعه فمات [5] . وهذا ما كذَّبه الذهبي فقال : « فلعلّ الرضا كان له حاجب اسمه معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد العراق » [6] . أقول : لكن مقامات أئمة أهل البيت عليهم السّلام لا تزيد ولا تنقص بإثبات شيء من هذا القبيل أو إنكاره ، بل الغرض المهم بيان مدى مخالفة هؤلاء لأهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وسعيهم وراء التقليل من شأنهم والحطّ من مقامهم ! ! . قال قدس سره : وتولاّه المأمون لعلمه بما هو عليه من الكمال والفضل . الشرح : هذا من الأمور الثابتة والقضايا الضروريّة ، ولو أمكن ابن تيمية إنكاره لفعل ، لكنه سكت عنه ولم يتكلّم عليه بشيء . وقد جاء بعض ذلك في غير واحد ممّا تقدم من العبارات . . . وسنورد المزيد منها قريباً .