المخزون المكنون الذي لم يطّلع عليه أحد من المخلوقين ، يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً ، فرّج عني ، فكان ما ترى » [1] . ولقد كانت هذه الفترة فرصة لاستفادة المستفيدين منه ، وهداية المسترشدين على يده ، ومنهم بشر الحافي ، الذي تاب حتى كان من خيرة الصّالحين على ما ذكروا بتراجمه . وإذ سمعت هذا ، فاحكم على هذا المعترض على العلاّمة بما شئت . الإمام علي الرضا عليه السلام قال قدس سره : وكان ولده علي الرضا عليه السلام أزهد أهل زمانه وأعلمهم . الشرح : قال ابن تيمية : « من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين ، انتساب الرافضة إليهم وتعظيمهم ومدحهم لهم ، فإنهم يمدحونهم بما ليس بمدح ، ويدّعون لهم دعاوى لا حجة لها ، ويذكرون من الكلام ما لو لم يعرف فضلهم من غير كلام الرافضة ، لكان ما تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه بالمدح ! ! » [2] . أقول : من المصائب التي ابتلي بها رسول اللّه وبضعته وأهل بيته عليهم السّلام : وجود النواصب لهم في كلّ زمان ، ودعواهم الإسلام ، وانتسابهم إلى العلم ، واستناد مثلهم إلى كلامهم . . . هؤلاء الذين بلغ بهم العداء حدّاً يجعلون الوصف بالزهد والعلم ونحو ذلك مدحاً بما ليس بمدح ، وأنه أشبه بالقدح ! !