قال : « وأمّا قوله : إنه كان أزهد الناس وأعلمهم ، فدعوى مجرّدة بلا دليل » [1] . أقول : نعم ، لا دليل على ذلك عند هذا الرجل وأمثاله ! ! لكن هناك في كلمات المحدّثين والمؤرخين من غير شيعة أهل البيت عليهم السّلام ما يدلّ على ما تذهب إليه الشيعة وتعتقد في أئمتها ، وإليك بعض تلك الكلمات : قال الحافظ السمهودي [2] : « علي الرضا بن موسى الكاظم ، كان أوحد أهل زمانه ، جليل القدر ، أسلم على يده أبو محفوظ معروف الكرخي . . . . وقال له المأمون : بأيّ وجه صار جدّك علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار ؟ فقال : ألم ترو عن أبي ك عن آبائه عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول : حبّ علي إيمان وبغضه كفر ؟ قال : بلى . قال الرضا : فقسم الجنة والنار إذاً كان على حبّه وبغضه . فقال المأمون : لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن . أشهد أنك وارث علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله » [3] . وقال كمال الدين محمد بن طلحة [4] : « أبو الحسن علي بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق . قد تقدّم القول في أمير المؤمنين علي ، وفي زين العابدين علي . وجاء هذا علي الرضا ثالثهما ، ومن أمعن نظره وفكره ، وجده في الحقيقة وارثهما ، فيحكم بكونه ثالث العليين ، نمى إيمانه ، وعلا شانه ، وارتفع مكانه ، واتسع إمكانه ، وكثر أعوانه ، وظهر
[1] منهاج السنّة 4 / 60 . [2] هو : علي بن عبد الله ، المتوفى سنة : 911 . [3] جواهر العقدين ق 2 ج 2 ص 427 . [4] هو المحدث الفقيه الشافعي : المتوفى سنة : 652 .