توبة بشر الحافي على يده قال قدس سره : وعلى يده عليه السلام تاب بشر الحافي . . . . الشرح : قال الخطيب : « بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله ، أبو نصر ، المعروف بالحافي ، مروزي سكن بغداد ، وهو ابن عمّ علي بن خشرم ، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد ، وتفرّد بوفور العقل ، وأنواع الفضل ، وحسن الطريقة ، واستقامة المذهب ، وعزوف النفس ، وإسقاط الفضول . . . وكان كثير الحديث . . . » وأطال بذكر مناقبه وفضائله جدّاً [1] . وعنه ابن الجوزي وذكر أن له كتاباً في فضائل بشر [2] . قال قدس سره : لأنه اجتاز على داره ببغداد ، فسمع الملاهي وأصوات الغناء . . . . الشرح : وكذَّب ابن تيمية هذه الحكاية كسابقتها ، وعلّل تكذيبه للعلاّمة هذه المرّة بقوله المضحك المبكي : « وأما قوله : تاب على يده بشر الحافي ، فمن أكاذيب من لا يعرف حاله ولا حال بشر ، فإن موسى بن جعفر لما قدم به الرشيد إلى العراق حبسه ، فلم يكن ممن يجتاز على دار بشر وأمثاله من العامة » [3] . فإذا كان العلاّمة لا يعرف حال الإمام فمن العارف ؟ إنه ليس لهذا الرجل أن يدّعي المعرفة بأحوال أئمة أهل البيت بقدر ما يعرفه أفراد العوام من شيعتهم . . . وأصدق شاهد على جهله بأحوالهم نفس هذا الكلام - إن سلّمنا صدوره عن الجهل لا العناد
[1] تاريخ بغداد 7 / 71 . [2] المنتظم 11 / 122 - 125 . [3] منهاج السنة 4 / 57 .