قال قدس سره : قال : خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسيّة ، فإذا شاب حسن الوجه ، شديد السمرة ، عليه ثوب صوف . . . . الشرح : رواه أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفي سنة 579 في كتابه صفة الصفوة : 2 / 125 ، ورواه غيره أيضاً [1] . لكن ابن تيمية الذي لا يطيق سماع منقبة من مناقب أئمة العترة ، وإن كان راويها من غير الشيعة يقول : « وأمّا الحكاية المشهورة عن شقيق البلخي فكذب » ، ثم يعلّل هذا التكذيب المنبعث من الحقد والعناد بقوله : « فإن هذه الحكاية تخالف المعروف من حال موسى بن جعفر ، وموسى كان مقيماً بالمدينة بعد موت أبي ه جعفر ، وجعفر مات سنة ثمان وأربعين ، ولم يكن قد جاء إذ ذاك إلى العراق ، حتى يكون بالقادسيّة . . » [2] . عجيب ! إنه يتكلّم وكأنه محيط بجميع أيام الإمام وحالاته ، وعارف بزمانه عليه السّلام وخصوصيّاته . . . أكثر من غيره . . . إن هذه الحكاية رواها شيعته الذين هم أعرف الناس به وبما يتعلّق به ، مضافاً إلى الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الذي هو عراقي بغدادي ، وله كتاب ( المنتظم في تاريخ الأمم ) من الكتب التأريخية المعتمدة ، ومضافاً إلى غيره من الأعلام . لكنه البغض والحقد والعناد ، فلو كانت هذه القضيّة لزيد أو لعمرو ممن يتولاّهم الرجل ، لتكلّم في إطرائها وتقريظ صاحبها صحائف عديدة . . . هذه حال هذا الرجل في هذه الحكاية ، وعلى هذه فقس ما سواها .
[1] أنظر : أخبار الدول : 112 ، جامع كرامات الأولياء 2 / 229 ، مطالب السئول : 449 ، نور الأبصار : 135 ، وغيرها . [2] منهاج السنّة 4 / 57 .