الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال قدس سره : وكان ابنه الصادق عليه السلام أفضل أهل زمانه وأعبدهم . الشرح : قال ابن تيمية : « وجعفر الصّادق رضي اللّه عنه من خيار أهل العلم والدّين . أخذ العلم عن جدّه أبي أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعن محمد بن المنكدر ، ونافع مولى ابن عمر ، والزهري ، وعطاء بن أبي رباح ، وغيرهم . وروى عنه : يحيى بن سعيد الأنصاري ، مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وابن جريج ، وشعبة ، ويحيى بن سعيد القطان ، وحاتم بن إسماعيل ، وحفص بن غياث ، ومحمد بن إسحاق بن يسار . وقال عمرو بن أبي المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين . وأمّا قوله : اشتغل بالعبادة . . . » [1] . أقول : لم يلتفت الرجل إلى كلمة العلاّمة : « أفضل أهل زمانه وأعبدهم » لا بالنفي ولا بالإثبات . . . ولنورد كلمات عدّة من أئمة القوم تأكيداً لما ذكره العلاّمة رحمه اللّه : قال إمامهم مالك بن أنس : « جعفر بن محمد ، اختلفت إليه زماناً ، فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال ، إما مصلّ وإما صائم وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدّث إلاّ عن طهارة » [2] . وقال إمامهم أبو حنيفة : « ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ، لمّا أقدمه المنصور بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة : إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ له من المسائل الشداد ،