مرّة ، وربّما تعرّض في مواضع لبحوث خارجة عن المقصود فيها . بل لم تسمح له نفسه بإيراد كلّ ما نقله محمد بن سعد وأبو نعيم الحافظ بترجمته من الطبقات والحلية ، فنقل عنهما بعض ما ورد فيهما . وثالثاً : لقد أنكر ما ذكره العلاّمة من صلاة الإمام في اليوم واللّيلة ألف ركعة ، وما ذكره من تسمية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله له سيد العابدين وقال : « هو شيء لا أصل له ولم يروه أحد من أهل العلم والدين » . أقول : أمّا الصّلاة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة . فكان ذلك عمله كأبيه وجدّه . . . كما ستعرف في محلّه من الكتاب . وأمّا تسمية الرسول صلّى اللّه عليه وآله إيّاه سيّد العابدين . فذاك مرويّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كتب الفريقين ، وممّن رواه من العامّة الحافظ سبط ابن الجوزي عن المدائني عن جابر بن عبد الله أنه قال لأبي جعفر محمد بن علي عليه السلام : « رسول اللّه يسلّم عليك ، فقيل لجابر : وكيف هذا ؟ فقال : كنت جالساً عند رسول اللّه والحسين في حجره وهو يداعبه ، فقال : يا جابر يولد له ولد اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيد العابدين ، فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإن أدركته يا جابر فاقرأه مني السّلام » [1] . وقال ابن حجر المكّي بترجمة ولده الإمام الباقر عليه السلام : « وكفاه شرفاً أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير : رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يسلّم عليك . فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالساً . . » [2] . ورواه أبو عمر الزاهد في كتابه ( اليواقيت ) عن الزهري .
[1] تذكرة الخواص من الأمة : 337 . [2] الصواعق المحرقة : 120 .