الشّريعة ، أو لا يمكن بحال ، فلا يصلح ذكره لمثل هذا في المناقب . وكذلك ما ذكره من تسمية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله له سيّد العابدين ، هو شيء لا أصل له ، ولم يروه أحد من أهل العلم والدّين » [1] . أقول : هذا كلّ ما ذكره الرجل حول الإمام السجّاد عليه السلام ، أوردته بنصّه ، فأقول : أوّلاً : لقد سكت عن بعض ما ذكره العلاّمة ، وسكوته دليل القبول ، لكنّ نفسه لم تسمح له بالتصريح ، نعم ، لقد كان الإمام علي بن الحسين عليه السلام أعبد أهل زمانه عند الخاصّ والعام ، يصوم نهاره ، ويقوم ليله ، ويتلو الكتاب العزيز ، ويدعو بالأدعية المنقولة . . . ثم يرمي الصحيفة كالمتضجّر . . . وكان يبكي كثيراً . . . وسجد حتى حشى مساجده . . . وعن الجواب عن كلّ هذا سكت الرجل ، وكلّه ثابت سواء قبل أو أنكر . . . وسكت أيضاً عن قضيّة استلامه الحجر بعد أن لم يمكن ذلك لهشام ، وشعر الفرزدق في هذه القضيّة . . . وأنّى له أو لغيره إنكار قضيّة تجاوزت حدّ الرواية وعدّت من ضروريات التأريخ ! ! وثانياً : لقد اعترف بكون الإمام عليه السلام من كبار التابعين وساداتهم علماً وديناً ، ونقل كلمات عن بعض أكابر القوم في الثناء عليه . وأقول : إن الإمام علي بن الحسين عليه السلام إمام معصوم منصوص عليه ، والأدلّة النقليّة والعقليّة على إمامته كثيرة مذكورة في محلّها ، فعدّه من ( التابعين ) إنما هو على اصطلاح أهل السنّة . ولقد كان بإمكان الرجل نقل كلمات أخرى ، لكن منعه عن ذلك بغضه وعناده ، وإلاّ فقد أطنب في موارد كثيرة بأباطيل وأكاذيب ، وربما كرّر المطلب الواحد أكثر من